العمل عبادة، وشهر رمضان المبارك من أفضل شهور العبادة، والمعادلة المنطقية لذلك هي ان يكون الشهر الكريم شهر عمل وإنتاج لا شهر تقاعس عن العمل، وتهاون في أدائه بحجة مشقة الصيام، وهي حجة باطلة لان اركان العبادات في الإسلام متكاملة وليست على حساب بعضها البعض، فمشقة الصيام على سبيل المثال لا تعفي من الصلاة بل على العكس فهي تتكامل معها، والقيم الدينية كل لا يتجزأ. لكن الذي يحدث في الكثير من دوائر العمل الحكومي وغير الحكومي هو ان غالبية الموظفين ينتهزون الشهر الكريم – سواء كانوا صائمين ام مفطرين – ليخلدوا إلى الراحة، ويخصروا مواعيد الدوام، وينخفضوا بحجم انتاجيتهم في العمل، وهي منخفضة أصلا، ويؤخروا معاملات المواطنين والمراجعين بدعوى اننا في شهر رمضان. المسلم الذي يتقاعس عن العمل يرتكب اثما كبيرا في حق نفسه.. فهو حقيقة يحصل على ثواب عن صيامه لكنه في نفس الوقت يقترف ذنبا بعدم تأديته عمله الذي تقاضى عنه اجرا، فهو انسان غشاش يغش نفسه ومجتمعه، والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يقول “من غشنا فليس منا”. والقرآن الكريم تضمن عشرات الآيات الكريمة التي تحث على العمل الصالح، وتعتبره مقياسا للثواب، بقدر ما كان العمل السيء معيارا للعقاب، والإخلاص في أداء العمل الذي يرتزق منه الانسان هو نوع من العمل الصالح، كما ان الاهمام فيه هو عمل سيء مكروه ومذموم. يقول الله تعالى: “وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون”، ويقول عز وجل: “اطيعوا الله واطيعوا الرسول ولا تبطلوا اعمالكم”، “ولكل درجات مما عملوا وليوفيهم أعمالهم وهم لا يظلمون”، “وكان الله بما تعملون بصير”. ويقول سبحانه وتعالى: “وما يستوى الاعمى والبصير والذين آمنوا وعملوا الصالحات ولا المسيء”. يحيى حمزة
التقاعس عن العمل في رمضان مخالفة لأحكام وروح الإسلام
